يا سَيِّدَنَا..

أحقاً مَضَتْ ثَمَان سَنَوَات على رَحِيلِ نِيَافَتِكُم الى السَمَاء؟!

كَيف نَنسَى رعَايتِكُم الجَزِيلَة و الغَزِيرَة؟!..

كَيف نَنسَى الغِنَى الأُسْقُفِي الذي يَتَقَاطَر كَقَطَرَات النَدَى من نِيَافَتِكُم؟!..

كَيف نَنسَى الوِجْدَانَ المُتَشَبِّعَ مِنْ حُضُورِكُمْ الطَاغِي الأَبَوِي المُتَمَيِّز؟!..

كَيف نَنسَى الحَيَّةَ النُّحَاسِيةَ و عَصَا الرِعَايَة و التَاجَ المُكرَّمَ؟!

كَيفَ نَنسَى الفَرَّاجِيَّةَ الوَقُورَ ذات الأَكْمَامِ الأَصْلِيَةِ..

المَهِيِبَة..

كَيف نَنسَى احتِضَانَكُم لمَجَلَّتِنَا؟!.. كَيف نَنسَى تَشْجِيعَكُم و تَعْضِيدَكُم و مُتَابَعَتَكُم؟!..

إذْ نَتَبَاهَى باتِّضَاع أن مَجَلَّتَنَا هي أَحَدُ المَنَابِرَ التي شَهَدَت كِتَابَات نِيَافَتِكُم الدسِمَة..

كَيف نَنسَى قُدَّاسَ الصومِ الأَربَعِينِي مَارِس 1995 أَثْنَاء أَمَانة إقْتِنَاءِ كَنِيسَة السيِّدة العَذْرَاء مَرْيم و مَارِ يُوحَنَّا الرسُول؟!..

حَيثُ النبْرَة العَجَائبِية التي لَمْ نَسْمَعْها مِن نِيَافَتِكُم مِن قَبْل و لَمْ تَتَكَرر فِيمَا بَعْد..

حَيثُ أَدرَك المُدرِكُون حَسب ما أُعطِيَ لَهم مِنْ إدرَاك جَوهَر الفَضَاء السَمَائِي الذِي تُسَبِّحُون فِيهِ.. و تَسْبَحُون فِيهِ..

اشْفَع لَنَا يا قِدِّيسَ الزَقَازِيق أمَام الجَالِس عَلَى عَرشِ النِعمَة..

و اذْكُرنا  _ بِصَوتِ نِيَافَتِكُم _ حَتَّى نَنَالَ عُمْرَاً بِالتَوبَة نَقَيَّاً..

و كَمَالاً مَسِيحِيَّاً..

و مِيرَاثَاً أَبَدِيَّاً..

 

 العدد السابع عشر